هل كل قصة مفيدة؟
في نظرة ليست أدبية بينما مزيج بين التربية والسلوك العام سننطلق لنثري في عالم القصص تحليل ورأى من نواحي مختلفة مبينين سلبيات وإيجابيات بعض القصص المتداولة.
القصة ليست كالمقولة أو كأي نوع من الكتابات فهي الأكثر شداً وربما الأكثر تأثيراً وتفاعلاً. ذلك يرجع لأسلوب القصة التي فيها يتم وصف المشاعر ووصف الأحوال من دون أي تعقيد أو أي تكلف لا في الألفاظ ولا في تركيب الجمل. هذه الميزة جعلت القراء أكثر استجابة وتفاعلاً مع القصص. ولأنها ذات تأثير جيد إما على العواطف أو سلوك وتصرفات الناس لاقت القصة اهتماما كبيرا لدى العلماء الأدب وعلماء النفس. بيد أنها لم تقتصر القصة على تلك الشريحة من المجتمع بل تعدت ذلك لتصل إلى أيادي المخربين وأيادي العابثين الذين جعلوا أكبر همهم دنياهم.
بدأت انتشار القصص على الحدين سواء، حد سيء وحد جيد. ولأن كثير من المجتمع لا يستطيع وحتى الآن معرفة السيئ منهم وذلك بسبب تماثل الأسلوب وتماثل الكلمات بيد أنها تختلف في مغزاها أحببنا أن نشير لأعضائنا الكرام بأن علم القصص علم حساس يجب فيه مراعاة نقاط كثيرة لنستطيع أخذ الفائدة من بعضها وترك النوع الآخر الذي يترك طابع سلبي إما في نفوسنا أو نفوس غيرنا. وسنذكر هنا بعض النقاط المهمة التي ستجعلنا نقيم القصة بمختلف الجهات:
1- يجب أن نضع في مقدمة ذلك الشريعة الإسلامية لأنها التوجه الحقيقي لكل مسلم. فإن كانت القصة تسيء إلى شريعتنا بأي نوع من الإساءة فهي قصة يجب الابتعاد عنها.
2- القصة التي تخالف العادات والتقاليد أو الطبائع وليست المقصود بجميع التقاليد والعادات وإنما ما يخالف الثوابت منها والتي بنيت على أسس صحيحة فهي من قائمة القصص السيئة.
3- الآداب العامة: هناك آداب عامة للناس يجب مراعاتها وأخذها في الحسبان. القصة التي تحتوي على ألفاظ بذيئة أو وصف فاحش أو ربما تطرق لعادات يستنكرها العقل هي قصة تخريبية المغزى يجب الابتعاد عنها.
4- يجب مراعاة العمر في اختيار القصة فهناك قصص تناسب الأطفال أو تناسب تلك المرحلة من العمر بينما الآخر لا يتناسب معهم.
5- الفائدة: ربما تخلوا القصة مما سبق ذكره مقدماً من محاذير أو تخلوا من أي إساءة سواء كانت عقائدية أو فكرية أو تربوية إلا أنها تخلوا من الفائدة أيضاً. وهنا قد تكون قصص كثيرة متواجدة وقد يلتجأ إليها القراء من باب المتعة في القراءة وليس عيباً وإنما يجب علينا أن لا نبالغ في قراءة هذه النوعية من القصص.
أحببت أيضاً أن أتطرق إلى نوع من القصص بشكل خاص التي بدأت ألاحظ ومع الأسف انتشارها على ساحات الإنترنت. تلك القصص العدوانية التي لا مصدر لها وإن كانت ذات مصدر فعلي إلا أنها تثري مساوئ وسلبيات في نفوسنا. قصص يتداولها الناس من باب استغرابهم وتعجبهم بتلك الجريمة أو التعدي وهنا الخطأ الذي يرتكبه الكثير، يجب علينا محاربة هذه القصص بعدم نشرها لأنها تثير اشمئزاز الناس وتثير استنكارها عواطفنا وعقولنا.
أخواني أخواتي الأعزاء لما لا نكثر من نشر قصص الأنبياء وقصص أهل البيت عليهم السلام والتمعن في تفاصيل تلك القصص النورانية. تلك القصص الأجدى والأحق بالنشر فهي التي تميزها المتعة في تسلسل أحداثها وهي التي من المستحيل خلوها من أي فائدة وهي التربوية وهي الأخلاقية. أو لما لا نكثر من قصص علماءنا الكرام فلهم علينا حق في نشر سيرتهم والتمعن أيضاً في قدسياتهم، وقصص شخصيات تسموا بنا للتطلع الإيجابي والتطلع الحسن علماً بأن هناك قصص جميلة ليست من قصص التاريخ وربما مصنوعة الفكر محبوكة الأدب إلا أنها في غاية الروعة وغاية الجمال.
أرجوا أن يكون هذا الموضوع ليس مقالاً مسروداً وإنما مقدمة لنقاش وحوار جيد بيننا. فمن أحب أن يضيف تعليقاً أو يزيدنا خبرة من خبراته في هذا المجال فلا يبخل به علينا حتى نستخلص الفوائد جميعاً. ومن كان لديه أي فكر آخر يتعارض مع ما طرحت فليجده في هذه الصفحة فنحن في نقاش مفتوح.
أخلص التحيات وأطيبها